ولدت فی "أمریکا" ، ونشأت فی أسره مسیحیّه ، حاصله علی شهاده جامعیّه ، تعرّفت علی الدین الإسلامی عند زیارتها لإیران ولقائها ببعض العلماء الدعاه إلی سبیل اللّه ، فبیّن لها هؤلاء العلماء جمله من الحقائق الدینیّه ، فکان ذلک سبباً دفع "أدنا" إلی البحث عن الحقیقه.
واصلت "أدنا" دراستها للإسلام وبحثها عن المبادیء الإسلامیّه خلال تواجدها فی إیران ، واهتمّت کثیراً بقراءه الکتب الإسلامیّه حتّی تبلورت عندها القناعه الکامله بأحقّیه الإسلام.

عقبه أمام استبصارها:

إنّ من الموانع التی واجهت "أدنا" بعد اقتناعها الکامل بصحّه العقائد الإسلامیه وفق مذهب أهل البیت(علیهم السلام) ، أنّها شکّت فی نفسها: هل أنّها قادره علی الالتزام بما أوجبه الإسلام والانتهاء عمّا نهی عنه؟
وکان هذا الأمر هو الذی یزلزل خطی "أدنا" فی إعلانها للدخول فی الدین الإسلامی ، لأنّها کانت معتاده فیما سبق أن تفعل ما تشاء من دون أیّ تقیید ، ومن دون مراقبه لنفسها ، أو بعباره أصحّ أنّها کانت فیما سبق منجرفه مع المجتمع الأمریکی وتعمل وفق ما تملی علیها المیول والأهواء والرغبات ، ولکنّها إذا قرّرت الدخول فی الإسلام ، فإنّها لابدّ لها من الالتزام ببعض الأمور والسیر خلاف التیّار الاجتماعی السائد فی بعض الأحیان ، وهذا ما یتطلّب منها الصمود والثبات والاستقامه ، فکانت تفکّر "أدنا" هل هی قادره علی هذا الصمود ، وهل تمتلک المحفّز والدافع الذی یمنحها القوّه والاستقامه فی هذا السبیل؟

لماذا حرّم الإسلام بعض الأمور؟:

أدرکت "أدنا" خلال بحثها حول الدین الإسلامیّ بأنّ الإسلام لم یحرّم شیئاً اعتباطاً ، وإنّما حرّم علی الإنسان ما من شأنه تلویث باطنه، وقتل ضمیره ووجدانه الأخلاقی الذی یبدّل حیاته إلی شقاء وتعاسه، ویحوّل سلوکه وتصرّفاته إلی خلُق حیوانی وتصرّفات بعیده عن الإنسانیّه.
ومن هذا المنطلق حرّم الإسلام التلبّس بالرذائل النفسیّه ، کالتکبّر والحقد والیأس وسوء الظنّ والحسد والحرص و...; لیحافظ علی النفس الإنسانیّه من التلوّث بالأدران ، ویحمیها من الرواسب المرضیّه ویطهّرها من کلّ دنس.
کما حرّم الإسلام کلّ الأمور التی تضرّ بصحّه الجسم... فحرّم شرب الخمر ، وممارسه الزنا ، وأکل لحم الکلب والخنزیر وأکل الدمّ ، لیصون بذلک جسم الإنسان من الأمراض والضعف وانهیار القوی.
کما حرّم الإسلام کلّ ما یخلّ بالتوازن الاجتماعی وکلّ ما یلوّث الصعید الاجتماعی ، ویحوّل الحیاه الدنیا إلی جحیم، منها: الظلم ، الربا ، الاحتکار ، الغش ، السرقه ، الکذب ، الغیبه ، الرشوه وقتل النفس المحترمه وجمیع الأمور التی تقود الإنسان إلی التحلّل والإنهیار الأخلاقی والفکری کالأفکار والصور والأفلام والثقافات الفاسده.

استبصارها بعد ارتقاء وعیها الدینی:

وجدت "أدنا" نفسها بموازات ارتقاء مستوی وعیها الدینی وإلمامها بأسباب تحریم اللّه تعالی لبعض الأشیاء ، أنّها تمتلک المحفّز للصمود إزاء جمیع التیّارات المضادّه التی تقف بوجه استبصارها ، ولهذا واصلت دراستها وبحوثها للمزید من التعرّف علی المعارف الإسلامیّه ، وبمرور الزمان وجدت "أدنا" نفسها قادره علی إعلان استبصارها والالتزام الکامل بالتعالیم الإسلامیّه ، فأعلنت استبصارها ، ثمّ سمّت نفسها "فاطمه" ثمّ سارت بعد ذلک بثبات علی صراط الحقّ والإیمان والتقوی.